الثلاثاء، 30 أغسطس 2011
اندلاع حرب التصريحات بين الجنوبيين والشماليين في اليمن لها ابعادها السياسي برس/ عدن رائد الجحافي / 28/8/2011م اندلاع حرب التصريحات بين الجنوبيين والشماليين في اليمن لها ابعادها على الرغم من الرفض الشعبي الكبير لمفهوم ثورة التغيير في اليمن من قبل الجنوبيين الذين ابدوا مخاوفهم من حدوث أي متغيرات قد تعصف بقضيتهم، إلا أن بعض القوى في الشمال ممن هي خارج السلطة تمكنت بطرية وبأخرى من إيجاد نافذة إلى الجنوب من خلال بعض الشخصيات السياسية الجنوبية المقيمة في الخارج، ساعد تقاربها مع تلك الشخصيات بعض دول الإقليم التي تقف قاسم مشترك بعلاقاتها مع الطرفين، وجرى التنسيق بين قوى الشمال وتلك الشخصيات التي لم تتعد الثلاث بصورة مجهولة وسرية، حاولت تلك الشخصيات المحسوبة على الجنوب تمرير لعبتها على الجنوب بصورة تفتقر للإجماع الشعبي والتأييد من قبل الجنوبيين الذين استشعروا مخاطر أي اتفاقات لا تأخذ مسالة فك الارتباط بين الشمال والجنوب كمبدأ رئيسي لا مناص منه، وساد الطرح إن ثمة حوارات بين قوى التغيير في الشمال وكل من حيدر العطاس وعلي ناصر محمد تجري على قاعدة الفيدرالية وهذا ما أعلن عنه العطاس أكثر من مرة، ومع إعلان إشهار المجلس الوطني وإدراج قرابة الـ 43 جنوبي في قائمة أعضائه سارع العطاس بمعية علي ناصر وواحد وعشرون من الجنوبيين إلى إعلان انسحابهم من المجلس الوطني وسببوا استقالتهم انطلاقاً من ما أسموها عدم حصول الجنوبيين على نصف قائمة أعضاء المجلس، بالإضافة إلى الاستقالات المنفردة لجنوبيين رفضوا الدخول في المجلس الوطني انتصارا للقضية الجنوبية، وفيما تلقى آراء الرئيسين ناصر والعطاس رفض شعبي وسياسي كاملين في الجنوب من الجنوبيين الذين يرفضون القبول بأي حوارات مع الشمال لا يعطي للجنوب حق تقرير المصير بالاستقلال بناء على فك الارتباط مع الشمال بعد فشل مشروع الوحدة اليمنية باجتياح الرئيس صالح للجنوب في حرب صيف 1994م، إلا إن مسالة إعلان انسحاب الجنوبيين من المجلس الوطني أثارت حفيظة الشماليين ومنهم بعض السياسيين والشخصيات المؤثرة على الثورة في الشمال، إذ سارع البعض ومنهم المعارض المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، منير الماوري، إلى توجيه هجوم لاذع للمنسحبين من المجلس بل وتوجيه الاتهام لهم بمحاولة إفشال المجلس الوطني وخدمة الرئيس صالح ونظامه، وتبعته تصريحات لكل من حميد الأحمر وعلي محسن الأحمر وغيرهم، وفيما اتسعت رقعة المهاترات التي اتخذت من المواقع الالكترونية والمنتديات ساحة للمهاترات إلا إن الكثير من العقلاء من أبناء الشمال استغلوا المسالة لتحويلها للتسويق لماهية الانسحاب على أنها تتمحور فقط حول عدد المقاعد التي يجب أن يحصل عليها الجنوبيين في محاولة منهم للقضاء على الإجماع الجنوبي حول الرفض النهائي لأي مجالس أو مسميات ترتبط بين الشمال والجنوب. الحراك الجنوبي باعتباره الكيان السياسي الذي يحوي القضية الجنوبية كحامل لها جاء رده بالرفض المطلق للمجلس الوطني ورفض أي مشاريع ومسميات لا تقوم على إعطاء الجنوب حقه في تقرير مصيره، بل ونص بيان للمجلس الأعلى للحراك السلمي بان شعب الجنوب لا يقبل غير الاستقلال واستعادة دولته، من جانبه المجلس الوطني بما تبقى من أعضاء داخله سارع إلى عقد اجتماعه الأول وتعيين باسندوه (جنوبي) رئيساً لهيئته التنفيذية وجاء في بيان له انه لن يقبل بإفشال المجلس ودعا إلى توسيع الانتفاضة في كل المحافظات والمديريات، ويأتي مثل هذا الحديث في ضل انتفاضة عارمة للحراك الجنوبي تشهدها كافة مناطق ومحافظات الجنوب وترفع جميعها رايات وشعارات تنادي باستقلال الجنوب، وفي الوقت الراهن يحاول بعض السياسيين في الشمال التعاطي بعقلانية والسعي لاستمرار بقاء نوافذ التواصل مع بعض القوى والشخصيات الجنوبية مفتوحة، وتبذل بعض الشخصيات السياسية في الشمال مساع حثيثة في هذا المضمار وتساندها دول إقليمية ما انفكت تمارس ضغوطها على جنوبيين للعب على هكذا ورقة. وفيما يتوقع مراقبون إن الأيام القادمة ستشهد تحركات واسعة لمحاولة التعاطي مع الملف الجنوبي الأكثر حساسية، إلا إن مؤشرات تصعيد الاحتجاجات المطالبة باستقلال الجنوب تظهر اليوم بقوة ويتوقع إن تشهد معظم محافظات الجنوب موجة احتجاجات شعبية عارمة قد تصاحبها أعمال عنف خصوصاً إذا ما استمرت قوى الشمال تتعامل مع القضية الجنوبية بأسلوبها القديم. |
ما هو مفهومك للوحدة ايها العزيز الماوري؟
ما هو مفهومك للوحدة ايها العزيز الماوري؟

ترددت في الكتابة عن مقالات الأخ الصحفي المحترم منير الماوري لآن الردود قد جاءت من كل مكان لكن لآن ما اثاره شيء مهم وليس موضوع شخصي يخص الأخ منير يستوجب الرد عليه لشخصه بل لآن القضية التي اثارها عامه وهي مثار جدل لذا فالكتابة عنها تمتلك اهمية كبيرة. لم يكن مفاجأ لي ما كتبه الأخ العزيز والصحفي المثقف منير الماوري المعروف عنه بمناهضته لسلطة الظلم والفساد في الجمهورية العربية اليمنية و مناصرته للحق الجنوبي حول انسحاب بعض الجنوبيين من ما سمي بالمجلس الوطني للثورة الذي شكلته احزاب اللقاء المشترك اليمنية. اثارت كتابته ردود افعال كثيرة من قبل بعض الأقلام الجنوبية البعض منها اصيب بالدهشة والبعض تعاطى مع ما كتب بانفعال بل وتجاوز البعض حدود اللياقة وهو ما دفعه لكتابة مقالين آخرين حاول فيه تبرير موقفه بان الجنوبيين ليس لهم رؤية موحده وليس لديهم تعريف محدد للقضية الجنوبية وان الجنوبيين لديهم تباينات حول رؤيتهم لقضيتهم وكانه قد وجد الحجة التي ينؤو بها بعيدا عن اللوم..
في عام 2005 التقيت بالأخ منير في واشنطن لأول مرة و تعرفت عليه عن قرب ناهيك عن قراءتي لكتاباته كصحفي مشهود له تعودنا على حصافته فاذكر اني حينها كتبت مقال عنه)الماوري والحساسية من الجنوب( انتقدت فيه موقفه من القضية الجنوبية كما هو عليه اليوم تماما وحينها ايضا برر بنفس الطريقة التي فعل بها اليوم بان الجنوبيين هم غير موحدين وانهم هم من اضر بالجنوب أكثر من اليمنيين )وهذا رابط المقال http://www.tajaden.org/arabicweb/modules.php?name=News&file=article&sid=59 ( (. وكان مقالي ان الأخ منير يمثل نموذج المثقف الصحفي اليمني الليبرالي لكنه عند قضية الجنوب يتخلى عن كل هذا الصفات ويقف على نفس الطاولة التي تقف عليها الغالبية الساحقة من اليمنين في نظرتهم للجنوب باعتباره فرع عاد للأصل ولن يذهبوا لأبعد من الحديث عن وعود وهمية لحقوق مهدورة. هذا هو موقف ثابت للأخ منير والمثقف اليمني بشكل عام ويشكل موقف السلطة والمعارضة إنعاس واقعي لثقافة المجتمع وعليه ابني موقفي الثابت وفقا للمعطيات والحقائق دون ان انخدع بالوان وشكل الملابس والمساحيق, فمثلما لم اتفاجأ بموقفه فإني اعتبره موقف صحيح ووطني مخلص ليمنه وإن ما يجب ان نلوم به هو موقف بعض الجنوبيين المحزن اتجاه وطنهم وشرفهم وكرامتهم المهدورة يساومون عليها في سوق النخاسة. هكذا يتكرر الحديث عن البعض من الجنوبيين ممن يبنون رؤاهم على خطابات ومقالات ولا يستندون لمعطيات ودلائل وقراءه للتاريخ ولهذا نجدهم يكررون الخطأ وقد كتبت مقالا في عام 2009م عن موقف مثقفي الجمهورية العربية اليمنية من الجنوب تحت عنوان ) إلى مثقفي الجمهورية العربية اليمنية مع التحية (على الرابط http://www.al-tagheer.com/arts2260.html) ( وكم تردد بإعادة بنشر المقالين .
ما كتبه الأخ منير يستحق النقاش والمحاجة وليس التجريح رغم بعض الزلات التي وقع فيها عند وصفه للجنوبيين الذين يطالبون بإصلاح مسار الوحدة بانهم عقلاء مما يعني ان من يطالب بحق تقرير المصير والاستقلال الناجز ودون مساومه من أمثالي وملايين الجنوبيين بعلم الجميع انهم غير عقلاء ناهيك عن تلميحات التهديد والوعيد إما بالتخلي عن الثورة والانضمام لقافلة علي عبدالله وإعادة اجتياح الجنوب أو عبر الاستغناء عن كل من له راي يخالفهم من الجنوبيين وتعيين من يمثل الجنوب من بيننا في مجلسهم الموقر وهم كثر على حد وصفه, زلات كنت لا اريد ان أسمعها من مثقف كالماوري.
مقالين لم يكن منير موفق بهما فبدلا من ان يصلح ما زل به قلمه في المقال الأول راح يبرر في المقال الثاني لموقفه بأن الجنوبيين عجزوا عن بلورة وتقديم تعريف لقضيتهم ناهيك عن الخلافات في المواقف اتجاه القضية الجنوبية وهو لعمري عذر اقبح من ذنب, فهل تنكر حق شعب يتعرض للظلم والتنكيل ليس لسبب إلا لأنه آمن بعروبته وتطلع لوحدته القومية تحت مبرر وجود صوت نشاز من نفر هنا ونفر هناك.
لن اناقش موضوع خروج او دخول الجنوبيين في المجلس الوطني فهذا امر لا يعنيني لآن المسالة شخصية لمن يقرر ذلك ولكن ما أريد ان الفت انتباه الأخ منير لأشياء مهمة كان لا يجب ان تفوته وهي:
انه لم يعد ممكنا اليوم لحزب او مجموعة او فرد ان يصادر حق شعب الجنوب وما اقصده الجنوبيين الذين ينصبون انفسهم اوصياء على شعب الجنوب لهذا من يقبل بان يحاور اي جنوبي دون تفويض من شعبه فإنه يقوم بعمل لا يمتلك أي مشروعية ولهذا نؤكد على ان شعب الجنوب عبر هيئاته المعروفة في الداخل هي المعنية بالتفاوض والآخذ والرد مع سلطات الاحتلال اليمني والأحزاب اليمنية حول مستقبل الجنوب ومصيره وإن هذا حق خالص لشعب الجنوب ونود ان نذكر جميع الأخوة في اليمن سلطة ومعارضة ان الحزب الاشتراكي اليمني لم يعد جنوبيا ولم يعد موجود إلا كأداة من ادوات الاحتلال مثله الألوية المدرعة كما انه لم يعد موجودا ذلك القائد الذي يحق له أن يقرر مصير الجنوب ويصادر حقه كما حصل في عام 1990م.
خروج او دخول الأخوة الجنوبيين من المجلس الوطني لا يقدم ولن يؤخر ولانريد من المجلس او الحكومة القادمة او البرلمان أي مقعد والرفاق الجنوبيين مما خلف لنا الاشتراكي جربوا كثيرا وحاولوا اكثر من عام 2007م رفعوا السقف وخفضوه وغيروا الخطاب والالوان وعزفوا كل الألحان فلم يجدوا من يصغي لهم في الجنوب كله فقد حسمنا امرنا معهم فهم مشترك واشتراكي إذا أرادوا ان يجربوا الوحدة والضيافة والكرم مع الشيخ المناضل حميد فليذهبوا لوحدهم فقط.
ان الزمن قد تغير فلم يعد القمع والحكم الديكتاتوري والوحدة بالقوة العسكرية تنفع, فاليوم نعيش عصر الجماهير وحزب )الفيس بوك(وما أن تخرج كلها إلى الشارع فلا تستطيع أي قوة ان تقف بوجهها ولنا في تونس ومصر عبره )وعاد الداخل خريف(
كيف فاتت كل هذه الحقائق الأخ منير ولما يرهق اعصابه على أشياء لا تستحق.
اخي منير استميحك لو ناقشتك بشيء لا يعنيني ولو من باب الفضول وهو المجلس الوطني. انسحاب الأخوة اليمنيين المشهود لهم بهم بالنزاهة ولن اذكر اسمائهم ما سببه, ايضا ما الفرق بين حميد وعائلته الذين دخلوا المجلس بالطبل وزفة البرع عن رئيسهم علي عبدالله , وكذلك علي كاتيوشا ومن امثالهم كثيرين ممن دخلوا المجلس .. اين الجديد واين التغيير .. هل هو مجرد صراع على الكرسي مع علي عبدالله وهو ما اعتقد به. بالنسبة لمرشحي الجنوب من القيادات الشابة التي اعتلت كراسي السلطة في عدن قبل نصف قرن تقريبا عندما كان علي عبدالله صف ضابط مجهول في احد نقاط الجباية في ماوية هل هؤلاء هم دعاة التغيير .. وهل هم ممثلين الجنوبيين ام انهم الوحيدين الذين قبلوا وهو ما اظنه. هل سيأتون لكم بنموذج الجنوب الذين انتقل بعدن من ثالت ميناء في العالم وقبلة للجزيرة والخليج إلى قرية تتبع املاك الوالي مهدي مقوله. اعذرني على تطفلي هذا فالمجلس هو مجلس علي محسن وهو خاطف للثورة فما الذي يجعلك تدافع عنه.
عتبي كثير على الأخ منير حول وصف الجنوبيين بالعجز عن بلورة قضيتهم .. هل سمعت هتافات الملايين في مدن وقرى الجنوب .. هل سمعت عن الأعداد الهائلة من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمشردين والمطاردين الجوعى ماذا يهتفون لأكثر من خمسة اعوام دون تراجع او تردد .. ما يقولوه هو برنامج الثورة صاغته الجماهير المليونية في الجنوب ولا داعي لان تلتفت لبيان القاهرة او حتى بيان بروكسل ..هل لم تقرا يا أخ منير أدبيات وبيانات التجمع الديمقراطي الجنوبي تاج والمجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب واستعادة دولته ومجلس الحراك السلمي واتحاد شباب الجنوب والهيئة الوطنية العليا لتحرير الجنوب واتحاد نساء الجنوب لا أظنك غائبا عن كل هذا وعن تضحياتهم فقد سمع بها العالم كله وعكسها في تقارير مهمة.. هل يعقل من مثقف ليبرالي يناضل ضد الظلم والديكتاتورية ان يتجاهل ويستهين بحق شعب جار له فهذا لا يستقيم مع ذاك وما الفرق بينكم وبين علي عبدالله صالح في هذه الحالة.
لسنا ضد الشمال او كل ماهو شمالي فقد كان اليمني في الجنوب مواطن ونص عكس الجنوبي في صنعاء ) جنوبي مقيم (بل نحن مع صون كرامتنا وحقنا وهذه مزية وليست عيب.. الحديث عن المواطنة المتساوية وتوزيع الوهم لنا لم يعد يجدي فقد جربناه بما يكفي. اولا أسقطوا علي عبدالله صالح بل غيروا النظام لان حملة الراية اليوم هم شركاء علي عبدالله في نهب اليمن نفسها ولا داعي نتحدث عما فعلوه اولاد الأحمر وعلي محسن بالجنوب فهم اعداءنا أكثر من علي عبدالله حتى وإن تحالف معهم ما يعرف اليوم بجماعة ملتقى القاهرة. اقيموا دولتكم وارفعوا الجزية عن الأخوة الشوافع في الحديدة وتعز وإب ورداع الذي اظن انك منها والبيضاء وغيرها واقنع آل الأحمر بأن يعتقوا عبيدهم في تهامه والجعاشن وغيرها الذين سلبوا منهم اراضيهم وحريتهم وهو ما أظن انه مستبعد فأنت تعرفه أكثر مني فالمشكلة عندكم في اليمن طائفية بامتياز وسأكتب عنها بمقال مستقل.
جربنا يا أخ منير كثيرا وخذلنا الأمميين الرفاق الذي اعطاهم الجنوب كل شيء من المواطنة إلى الجاه والسلطة فتنكروا لكل شيء بما في ذلك المبادئ التي ظلوا ينادوا بها ونحروا الجنوبيين الشرفاء بالجملة من اجل تلك المبادئ وهاهم اليوم اكثر من يقدموا الخدمات والخبرات لسلطات علي عبدالله سواءا اولئك الموجودين حول موائد القصر ام أولئك الذين يدعون المعارضة فهل تريدنا ان نجرب الزنداني وعلي كاتيوشا وحميد !!? لابد انك تمزح.
ايضا اخي لا أريدك انت والأخوة المثقفين في اليمن ان تضيعوا وقتكم فيما يتجادل به الجنوبيين فمشكلتنا ليس فيمن يقول جمهورية اليمن الديمقراطية ولا الجنوب العربي لآن ذلك مجرد جدل لكننا مجمعين كلنا وبإصرار حول استعادة حقنا في التحرر والاستقلال
وهو حق قانوني ليس فيه أي جدل, وشعبنا هو من يقرر هذا وانت تعرف جيدا ومسبقا ماهي نتيجة أي استفتاء, لذا لا داعي لكل هذا العناء وانتداب من لا يمثل الجنوب للمشاركة معكم فإذا كان المسالة هكذا فلدينا الان نائبا للرئيس ووزيرا للدفاع ولو طلبنا أي وزارة من الأفندم فلن يتردد وهو معروف أنه صاحب قرار ولن يتردد اما انتم فأنكم كمن يبيع السمك في الماء.
ما اتفق معك حوله هو ان هناك من الجنوبيين من يعمل ضد الجنوب بإخلاص وهم قلة مقارنة بحالات بلدان محتلة وهو أمر ليس جديد فهذه طبيعة أي بلد يقع تحت الاحتلال والجنوب لن يكون استثناء فتلك ليست حجة علينا فأنت ادرى منا بمكانة من يتآمرون على وطنهم واهلهم وماذا يطلق عليهم.
ومع هذا فإني لا اقول انه لا يوجد من ينصف الجنوب من الأخوة في اليمن فهناك من يقول الحق ويكفي ان اشير إلى اسمين كنموذج وهما الطود عبدالباري طاهر والهامة الوطنية عبدالله سلام الحكيمي , لذا فنحن ندعو العقلاء من ابناء اليمن ان ينصفوا الجنوب ففي ذلك مصلحة كبيرة لليمن نفسها لان التفكير الخاطئ بتحقيق حلم الوحدة قد فتح ابواب الجحيم ليس على الجنوب واليمن بل والمنطقة بأكملها. لن نجادل في قضايا تاريخية إذا كان الجنوب جزءا من اليمن ام لا فهذا موضوع نتركه للمؤرخين فما لا يمكن المجادلة فيه ان الجنوب حتى عام 1990م كان دولة مستقلة وشعب له هويته معترف به في كل المؤسسات الدولية وهو سبب كافي لان نطالب بحقنا في استعادة دولتنا التي تم بيعها بسوق الشعارات ناهيك عن أن حق تقرير المصير مكفول لشعب الجنوب ولن اذهب لأبعد من هذا في حق شوافع اليمن الأسفل.
ليس لنا أي علم متى كانت اليمن شعبنا ومتى كانت دولة موحدة إلا في احلام الحركيين من القوميين العرب ومتى انفصلت شطريها كما تدعوا وما مصير الدول والشعوب التي تعيش في المنطقة المعروفة تاريخيا باليمن ) جهة الجنوب (أي الاراضي الواقعة إلى جنوب الكعبة وتشمل اجزاء كبيرة من السعودية وعمان وساحل عمان المعروف اليوم بدولة الأمارات وكذلك قطر والبحرين والكويت ومشيخات وسلطنات جنوب الجزيرة العربية التي شكلت ما عرف بالاتحاد الفيدرالي للجنوب العربي, هل بمجرد ان سمى الإمام دولته بالمملكة المتوكلية اليمنية تصبح جميع هذه البلدان ملحقات خاصة بدولته. هل سنعيد فتح ملف المنطقة والتسميات الجديدة تحت دعاوي تاريخية وهل سننتظر اليوم الذي تطالب به المملكة المغربية بحقها بدول المغرب العربي . هكذا اجد نفسي محتار فيما تفكرون به ويلح علي السؤال الذي اوجهه لك اخي منير : ما هو مفهومك للوحدة؟
*ناشط سياسي من الجنوب العربي
مقيم في لندن
annaqeeb@yahoo.co.uk
بلاغ ومناشدة عاجلان إلى جميع المنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية
بلاغ ومناشدة عاجلان إلى منظمتي العفو وحقوق الإنسان الدوليتين وجميع المنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية الدولية والعربية والمحلية:
بتاريخ 20فبراير2011م ادخل الزعيم الجنوبي حسن أحمد باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب، مستشفى النقيب بمحافظة عدن على اثر وعكة صحية ألمت به في محل إقامته الاضطراري بمديرية يافع محافظة لحج (150كم شمال مدينة عدن) وقبل أن يكمل فحوصاته الطبية في المستشفى داهمت قوات من الأمن المركزي والأمن القومي مبنى المستشفى المذكور واختطفته هو وابنه الأصغر فواز إلى مكان مجهول للجميع بمن فيهم أفراد عائلته المقيمون بمدينة المكلا محافظة حضرموت (600كم شرق عدن) ومازال مختفياً قسراً حتى اللحظة، ورغم مناشدات وبلاغات عائلته لجميع الهيئات والمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن وخارجها إلا أنها لم تلق استجابة فعلية حتى الآن في حين أن حياة الرجل معرضة للخطر نظراً لحالته الصحية المتردية جداً، فهو يبلغ من العمر (70) سنة ويعاني من أمراض القلب وارتفاع الضغط والسكري وسبق وان أجريت له عمليتان جراحيتان إحداهما بالقلب والأخرى في الحوض وهو ـــ نتيجة ذلك ــــ عاجز عن المشي على قدميه إلا مسنوداً بآخرين أو على كرسي متحرك ويحتاج إلى رعاية وعلاج ورقابة وإشراف طبي واسري بشكل مستمر ومتواصل..
إن إقدام جنود الأمن والاستخبارات اليمنية على اختطاف الزعيم الجنوبي احمد حسن باعوم من داخل غرفة المستشفى الذي يتلقى فيه العلاج وإخفائه قسراً في مكان مجهول
بتعليمات عليا من رأس النظام نفسه، يجعل هذا السلوك العدواني الهمجي منافياً لجميع القيم الإنسانية والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان التي أقرتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية والتي منها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وإعلان المبادئ الأساسية لتوفير العدالة لضحايا الجريمة وإساءة استعمال السلطة المقر من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 29/11/1985م، وكذلك الإعلان العالمي بشأن حماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري المقر من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 18/12/1992م ، بل أن ذلك السلوك العدواني قبل الزعيم الجنوبي العليل، يندرج ضمن مفهوم التعذيب المنصوص عليه بالفقرة الأولى من المادة الأولى من اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة، المقرة من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 10/12/1984م، الأمر الذي يجعل المنفذين لذلك الفعل والمشاركين والمتواطئين عليه تحت طائلة المسائلة الجنائية وفقاً لما تقرره المادة (4) من المعاهدة السالفة الذكر ووفقاً لما تقرره الأحكام الدستورية والنصوص العقابية النافذة في اليمن بشأن ذلك، ولان الجمهورية اليمنية عضو في اتفاقية مناهضة التعذيب ومصادقة على الإعلان الدولي بشأن حماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري ومصادقة أيضاً على بقية المواثيق والمعاهدات الدولية، فإن جميع أعمال وصور التعذيب التي يتعرض لها الزعيم الجنوبي حسن احمد باعوم لا يجوز لنظام صنعاء ــ حسب نص المادة (2/2) من اتفاقية مناهضة التعذيب ــ تبريرها من خلال التذرع بأية ظروف استثنائية أياً كانت، سواء أكانت هذه الظروف حالة حرب أو عدم استقرار سياسي داخلي أو أية حالة من حالات الطوارئ الأخرى، كما أن كل عمل من أعمال الاختفاء ألقسري يعد ــ طبقاً للمادة الأولى من إعلان حماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري ــ جريمة ضد الكرامة الإنسانية ويدان ذلك العمل بوصفه إنكاراً لمقاصد ميثاق الأمم المتحدة وانتهاكاً خطيراً وصارخاً لحقوق الإنسان والحريات الأساسية التي وردت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأعادت تأكيدها وطورتها الصكوك الدولية الصادرة بهذا الشأن...
وما يجب التنويه والتأكيد عليه هنأ، أن ما يتعرض له الزعيم الجنوبي/احمد حسن باعوم من اعتداء وانتهاك لحقوقه المدنية والسياسية واختفاء قسري من قبل نظام صنعاء منذ 20فبراير2011م وحتى الآن، هو استمرار للوضع الاستثنائي الذي فرضه نظام صنعاء على شعب الجنوب منذ اجتياح قواته العسكرية للجنوب في 7/7/1994م واخضع خلاله الجنوب لقبضة أمنية واستخباراتية وحكم عسكري همجي انتهك جميع الحقوق والحريات الأساسية للجنوبيين ومازال بصورة عنصرية تغاير تعامله مع شعب الشمال، مما جعل الناشطين والمعارضين الجنوبيين مطاردين في الجبال والمناطق النائية البعيدة عن المدن والمراكز الأمنية، وقد كان للزعيم الجنوبي البارز في الحراك الجنوبي/ حسن احمد باعوم، النصيب الأوفر من تلك الانتهاكات والمطاردات والجرائم منذ 7/7/1994م وحتى الآن، فقد ظل مطارداً ومتخفياً قسراً لمدة سنة كاملة عقب مسيرة سلمية قادها في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت في يوم27ابريل1997م ذكرى إعلان حاكم صنعاء للحرب على الجنوب في ذات التاريخ من سنة 1994م وقد قتلت أجهزة أمن النظام في تلك المسيرة مواطنين من المشاركين فيها هما الشهيدان/ بارجاش وباهمام أثناء استهدافها قتل قائد تلك المسيرة أحمد حسن باعوم وعندما فشلت محاولة الاغتيال تلك، لجأت لمحاولة اعتقاله وإيداعه السجن مما اضطره الفرار إلى المناطق النائية والاختفاء فيها لمدة سنة حتى تم اعتقاله عقب خروجه وإيداعه السجن حاول خلالها النظام إغرائه بالأموال والمناصب مقابل العدول عن نشاطه السياسي المعارض لوجود نظام صنعاء غير الشرعي على ارض الجنوب، إلا أنه رفض ذلك مما جعله يتعرض لتهديد مباشر عبر اتصال هاتفي من رئيس النظام بفصل رأسه عن جسده حسب قول ذلك الرئيس، وعقب فشل كل وسائل الإكراه المادي والمعنوي المستخدمة ضد الزعيم الجنوبي ولعدم وجود قضية جنائية تبرر أمام الرأي العام الداخلي والخارجي استمرار اعتقاله، اضطر النظام إلى الإفراج عنه ووضعه تحت رقابة أمنية شديدة ترصد جميع تحركاته وتفشل أي نشاط سياسي وجماهيري له، حتى كان انطلاقه الثورة الجنوبية السلمية ضد نظام صنعاء في مطلع العام 2007م فكان حسن أحمد باعوم رمزها الأول والمطلوب الأول للنظام فظل يترصده حتى تمكن من القبض عليه هو ومعظم قيادات الحراك الجنوبي في ابريل 2008م ونقلهم إلى زنازين الأمن السياسي الانفرادية في صنعاء، ثم قدمهم بعد بضعت أشهر لمحاكمة صورية أمام محكمة أمن الدولة بصنعاء بتهم الخيانة الوطنية والتأمر على الوحدة التي تصل عقوبتها إلى الإعلام، إلا أنه وأمام تصاعد الاحتجاجات بالشارع الجنوبي واضطرار النظام إلى عقد صفة اتفاق سياسي بينه وبين أحزاب المعارضة لحل أزمة نظامه اضطر لإصدار قرار عفو على جميع المعتقلين الجنوبيين بمن فيهم أحمد حسن باعوم الذي كان أخر من أفرج عنه في شهر أغسطس 2008م فتعرض عقب ذلك لحادث مروري تسبب في كسر رجله وإصابته بالحوض اضطره للسفر إلى الخارج للعلاج بعد ضغوط من جهات سياسية وحقوقية وإنسانية عديدة على النظام للسماح له بالسفر بعد أن كان رفض ذلك، وعقب عودته من رحلة العلاج الطويلة في نهاية شهر أغسطس 210م، حاول الخروج من نطاق محل إقامته في محافظة حضرموت باتجاه المناطق الجنوبية الأخرى، إلا أن نظام صنعاء كان يرصد تحركاته فتم اعتقاله في احد النقاط العسكرية على مشارف مديرية الضالع (120كم شمال عدن) وتم اختفاءه قسراً عقب اعتقاله حتى تم الكشف عن مكان تواجده في احد السجون بمحافظة (إب) الشمالية واستمر اعتقاله في ظل ظروف مرضية مأسوية حتى الإفراج عنه في مطلع شهر يناير 2011م حيث توجه عقبه إلى منطقة لبعوس الجبلية بمديرية يافع محافظة لحج وعندما اضطرته ظروفه المرضية الخضوع للعلاج الطبي في مدينة عدن تم اعتقاله قبل إتمام معالجته في مستشفى النقيب ليلة 20فبراير2011م ومازال مختفياً قسراً هو وابنه حتى اللحظة دون معرفة مصيرهما أو التهمة الموجهة إليهما..
وعليه فإن فريق المراسلة والتوثيق الإعلامي الجنوبي (واصل) يضع من خلال بلاغه واستغاثته هذه، المأساة الإنسانية والحقوقية للزعيم الجنوبي أحمد حسن باعوم وأسرته، أمام الضمير الإنساني والجهات والمنظمات الحقوقية والإنسانية ويطالب منظمة العفو الدولية واللجنة الدولية للحقوق الإنسان على وجه الخصوص التحرك السريع والعاجل لدى السلطات اليمنية وإبتعاث لجان تحري وتحقيق للكشف عن مصير الزعيم الجنوبي أحمد حسن باعوم والإفراج عنه وإحالة المتورطين في جريمة اختطافه وتعذيبه واختفائه قسراً إلى محاكمة عادلة بإشراف دولي، كما نطالب من جميع الهيئات والمنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية، بتكثيف جهودها الإنسانية والرقابية على الوضع في اليمن الجنوبي لما يتعرض له الجنوبيون من تمييز عنصري ومعاملة استبدادية وجرائم وانتهاكات مستمرة لحقوقهم وحرياتهم ومناطقهم من قبل نظام صنعاء.
كاتب روسي يعترف بتعميق الخلاف بين أبناء الجنوب ويتحسر على فقدان جمهورية اليمن الشعبية الديمقراطية
كاتب روسي يعترف بتعميق الخلاف بين أبناء الجنوب ويتحسر على فقدان جمهورية اليمن الشعبية الديمقراطية
أعترف كاتب روسي ان سبب اقتتال أبناء جنوب اليمن بعضهم البعض في السبعينات والثمانينات هم الأوروبيين وذلك لمحاولة فرض حضارة دخيلة على حضارتهم .
وأكد الكاتب الروسي يفغيني دياكونوف في مقال نشر في " روسيا اليوم " , والذي زار اليمن في عام 1979، انه جاء الى اليمن للمشاركة في تعزيز الفرقة بين طبقاته وطوائفه وزرع الفتنة بين قبائله وعشائره الفاتنة، وتعميق خلافاته مع جيرانه ، وقبضت اموالا مقابل ذلك .
نص المقال كما نشر في " روسيا اليوم " .. عنوان المقال : " اليمن التي فقدناها "
جمهورية اليمن الشعبية الديمقراطية .. يكاد لا يتذكر أحد من أبناء جيلنا اسم هذا البلد الذي كان في سبعينات وثمانينات القرن الماضي من اكثر الحلفاء امانة للاتحاد السوفياتي في العالم العربي وربما في العالم كله. وسميت اليمن الجنوبية آنذاك بالجمهورية الحمراء او الجمهورية السادسة عشرة للاتحاد السوفيتي لاعتمادها التام على امكانات الاخ الاكبر واستعدادها الدائم لمواجهة أعداءه الى جانب حلفاءه الاخرين في العالم الثالث مثل كوبا او أثيوبيا(آنذاك). وكان زعماؤها يستعرضون في كل مكان وزمان موالاتهم للاخ الاكبر(الاتحاد السوفيتي) وثوريتهم الفائقة وحتى شيوعيتهم الفائضة، وبينهم عبد الفتاح اسماعيل البطل الشهيد الذي كان يحرص على صفاء الماركسية اللينينية على الساحة العربية واليمنية، وعلى ناصر محمد رئيس الجمهورية الذي دبر انقلابا داخل الحزب وقضى على رفاقه السابقين وفي مقدمتهم عبد الفتاح ، واللواء على عنتر وزير الدفاع الذي اطلق عليه "تشاباييف" اليمني لبساطته الشعبية ولانتماءه الى النزعة اليسارية المتطرفة، والكثير من الثوار والابطال الذين سقطوا في معارك الاقتتال والفتنة في جنوب اليمن في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.
وصحيح ما يقال ان الثورة تأكل أولادها . فهذا ما حدث في جنوب اليمن اكثر من مرة ، في اعوام 1978 و1986 و1994 .
تخرجت من المعهد الحربي للغات الاجنبية عام 1976 . وسبق لي ان عملت مترجما في كل من العراق والكويت وليبيا قبل ان اصل اليمن الديمقراطية عام 1979، وذلك في اعقاب اقتتال عام 1978 وقبل وقوع مأساة عام 1986.
وشاءت الاقدار السعيدة الا اشهد هاتين المأساتين. لكن عملي بمنصب مترجم المستشار السوفيتي لرئيس الادارة السياسية في الجيش اليمني مكنني من ان أشهد حدة التوتر التي كانت قائمة بين رفاقنا اليمنيين العسكريين وهم كلهم اعضاء في الحزب الاشتراكي اليمني، بعضهم ينتمي الى تيار عبد الفتاح اسماعيل وبعضهم الاخر ينتمي الى فريق على ناصر محمد . ولقد مسح الزمن من ذاكرتي أسماء الكثير من الضباط السوفيت وخبرائنا العسكريين الذين قضيت جنبا الى جنب معهم 3 سنوات لا يمكن شطبها من حياتي، لكن اسماء رفاقي اليمنيين ما زالت منقوشة كأعلام راسخة في ذاكرتي. هناك صالح ( لا اتذكر كنيته للاسف) رئيس قسم الشباب في الادارة الذي ساعدني، لكوني كنت انذاك اشغل ايضا منصب سكرتير لجنة منظمة "الكومسومول" الشيوعية للجالية السوفيتية بعدن ، ساعدني في اقامة فعاليات شبابية كثيرة شارك فيها الكثير من الفنانين والادباء اليمنيين والعرب وبينهم الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش والفنان اللبناني مارسيل خليفة. وهناك هاشم رئيس قسم التنظيم في الادارة الذي كان يرافقنا دوما - انا ومستشار الادارة - في زياراتنا الميدانية ورحلاتنا التفقدية الكثيرة بالوحدات العسكرية بدءا من لواء خرز وانتهاء بلواء ألغيظة بمحافظة المهرة، ولواء خوش مع العين في صحراء الربع الخالي.. هناك كثير من الرفاق والاصدقاء المخلصين وكلهم سقطوا ليس في المعركة في سبيل سيادة الوطن بل في معارك اقتتال الاشقاء والفتنة واحترقوا في لهيب الحرب الاهلية الدامية.
منذ وصولي الى هذا البلد العربي كنت معجبا بحضارته العريقة وضيافة شعبه وروحه الشامخة والمحبة للحرية مثل ناطحات السحاب في شبام وأصالة عاداته وتقاليده مثل سقطرى الفاتنة بشجرة دم الاخوين، والمهرة الساحرة حيث تحس نساءها بطعم الحرية اكثر من الرجال وكلهم يتكلمون لغة قوم عاد، واجواء الربع الخالي المخيف والجذاب في آن واحد وبدوه الكرماء بالضيافة، وجزيرة ميون وشيخها صاحب المنارة الذي قضى هناك 40 سنة مضيئا الطريق للسفن القادمة الى البحر الاحمر.
وكثيرا ما تساءلت فيما بعد لماذا استعان هؤلاء الرفاق الطيبون بالسلاح ليقتل بعضهم البعض كل 5 - 6 سنوات. ربما سبب ذلك هو نحن الاوروبيين الذين نريد ان نفرض حضارة دخيلة على هذا الشعب الفاتن الذي يعيش سن الطفولة. فاعترفت انني ايضا سبب في ذلك، انا الذي جئت الى هناك ليس لمشاهدة آثار البلد العريقة او الاستجمام على شواطئه ، بل للمشاركة في تعزيز الفرقة بين طبقاته وطوائفه وزرع الفتنة بين قبائله وعشائره الفاتنة، وتعميق خلافاته مع جيرانه ، وقبضت اموالا مقابل ذلك . وكنت اتساءل حتى بعد مغادرتي لهذا البلد هل كان هذا الشعب الفقير بحاجة الى تلك الكميات الكبيرة من الاسلحة التي سلمناها اليه. هل يحق للاخ الكبير ان يزود الصغير بالسلاح، شأنه بذلك شأن الاب الذي يهدي ابنه الصغير ولاعة ولا يتحمل المسؤولية عن ذلك.. فلم اجد ردا على هذا السؤال لحد الان.
عرض في التلفزيون الروسي قبل أعوام مسلسل يدعى "الترجمة الروسية " وهو فيلم يروي قصة مترجم سوفيتي خريج جامعة بطرسبورغ تم تجنيده عام 1986 في الجيش السوفيتي الذي اوفده الى اليمن الجنوبية ليساعد العسكريين السوفيت في تدريب افراد الصاعقة اليمنيين والفلسطينيين على سبل خوض العمليات الخاصة. وبين هذا الفيلم كيفية استخدام الوحدات الخاصة في ظروف الحرب الاهلية بغية الاطاحة بالنظام الحاكم في البلاد . كما روى الفيلم دور الاستخبارات العسكرية السوفيتية في تجارة الاسلحة بمنطقة الشرق الاوسط وافريقيا. والفيلم هو روائي اخرج على اساس رواية كتبها هذا المترجم الشاب بعد عودته الى بطرسبورغ. وكل ما حدث فيه يمكن وصفه بانه نتاج خيال مؤلفيه.
بينما الآن بين يدي كتاب صدرعام 2011 من قبل منتدى "فيا – كلاب" او بالاحرى "نادي المعهد الحربي للغات الاجنبية" ذلك المعهد الذي كان يخرج في ستينات – ثمانينات القرن الماضي مترجمين ليساعدوا المستشارين والخبراء السوفيت في تقديم ما يسمى بالمعونات الاممية للبلدان النامية والدول العربية واليمن ضمنا. ويحتوي الكتاب على مذكرات المترجمين العسكريين الشباب آنذاك حول ما حدث في الشطر الجنوبي لليمن في شتاء عام 1986. اي فترة الحرب الاهلية التي اودت بحياة نحو 12 ألف يمني. ويشارك معظم كاتبي المذكرات وجهة نظري المذكورة أعلاه ويجمعون كلهم تقريبا على ان الدورالذي لعبه الاتحاد السوفيتي في اليمن الجنوبية في الثمانينات لا يمكن وصفه بانه ايجابي بل بالعكس يمكن نسميه دورا سلبيا ادى في نهاية المطاف الى الاقتتال الداخلي وسقوط الكثير من اصدقاءه العقائديين المخلصين في تلك الحرب الاهلية الدامية التي اهلكتهم كلهم تقريبا مما تمخض فيما بعد عن تحول البلد الهادئ سابقا الى مأوى لعناصر تتنظيم القاعدة والقراصنة.
ويطرح الكتاب مشكلة اخرى وهي مشكلة موقف الدولة من مواطنيها الذين يقومون باداء واجبهم خارج الوطن دفاعا عن مصالحها ، ولم تتخذ الدولة السوفيتية في حينها اية خطوات لوقف الاقتتال بين الاشقاء اليمنيين ، بل وحتى انها لم تسرع لانقاذ مواطنيها هناك وخاصة النساء والاطفال الذين كانوا يواجهون الجوع والعطش ابان ايام الاقتتال ومخاطر الموت بشظايا اسلحة الجانبين المتقاتلين ، وذلك بالرغم من رسو السفن الحربية والمدنية السوفيتية بالقرب المباشر من ميناء عدن. وكانت وسائل الاعلام والدعاية الرسمية للدولة السوفيتية من اذاعة وصحف وتلفزيون ساكتة عن المأساة التي واجهها اصدقاؤها وأبناؤها في جنوب الجزيرة العربية.
هناك سؤال آخر: هل لا يزال اليمنيون يشكروننا على ما فعلناه في جنوب اليمن وشمالها؟ - نعم لعلهم يشكرون اعضاء بعثة الاثار برئاسة البروفيسورين غريازنيفيتش وناؤومكين على ما قاموا به من الحفريات والاستكشافات الآثرية القيمة في وادي حضرموت، ويشكرون كذلك الخبراء الجيولوجيين والمهندسين السوفيت الذين قاموا بالبحث عن النفط وانشاء المحطات الكهربائية والمدارس والمستشفيات هناك. لكن اليمنيين كما اعتقد لا يشكرون الاساتذة والمترجمين في مدرسة الاشتراكية العلمية في عدن الذين حاولوا جعل الادمغة اليمنية الفتية تستوعب عقائد الماركسية الخرسانية . كما لا يشكرون المستشارين والخبراء والمترجمين العسكريين الذين قاموا بتدريب ابنائهم اليمنيين على القتال والتضحية بالذات من اجل افكار ومثل دخيلة عليهم. ألا نحصد الآن في اليمن المنسية ما زرعناه من بذور في تلك السنوات البعيدة؟

الاشتراك في:
التعليقات (Atom)

